الحداد يليق بإلكترا
_ثلاثيةمسرحية_
الكاتب الأمريكي يوجين أونيل
ترجمة محمود أحمد
مراجعة علي أدهم
العدد 318 من سلسلة الألف كتاب
طبعة 1961
المسرحية الأولى : العودة ( من أربعة فصول )
المسرحية الثانية : المطارد ( من خمس فصول )
المسرحية الثالثة : حيث تعود الأرواح ( من أربعة فصول )
يعتبر يوجين أونيل من أقوى دعائم المسرح الأمريكي وصاحب الفضل الأكبر في أن تحتل المسرحية الأمريكية مكانا مرموقا في الآداب العالمية . وكما يقال على يدي «أونيل» تطور المسرح الأمريكي ليصبح شكلاً وجنساً أدبياً وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح ليس لنا إلا أن نذكر هذا المؤسس للمسرح وأعماله التي استقطبت الجمهور والنقاد, ومن خلال مسرحياته العديدة استطاع أن يقدم إلى المسرح سلسلة من الأساليب والمواضيع الجديدة, فكانت كل مسرحية من مسرحياته اكتشافاً وسبراً للظرف
الإنساني ودلالة على جديته العميقة, لقد كتب يوجين أونيل مسرحية كوميدية واحدة هي (آه أيتها البراري) التي صدرت عام 1933 وفي عام 1936 حاز على جائزة نوبل للآداب.
كان والد أونيل ممثلاً مشهوراً قضى حياة كاملة وهو يمثل دوراً واحداً, هو الدور الرئيسي في (الكونت مونت كريستو) وقد كتب أونيل مستذكراً طفولته أن تجربتي المبكرة مع المسرح من خلال والدي جعلتني أثور عليه, لقد رأيت الكثير من تلك الأشياء الرومانسية الزائفة القديمة والتي جعلت لدي نوعاً من الاحتقار تجاه المسرح, ونتيجة هذا فإن أونيل ابتعد عن عائلته وأصبح بحاراً سكيراً لعدة سنوات بعدها أقلع عن الشرب, وقد عرف من خلال الوضع الذي عاشه الشيء الكثير عن الطبقة السفلى من المجتمع, عالم الفنادق وحانات البحارة الرخيصة, وحينما بدأ بكتابة المسرحيات كانت هذه التجارب التي مر بها هي المادة الأولى التي استخدمها وقد ساعدته تغيير الشخصيات القديمة للميلودراما بحيث أصبحت شخصيات واقعية.
إن أعمال «يوجين أونيل» كانت أعمالاً ممتازة منذ بدايتها, فمسرحية (مسافرون شرقاً إلى كارويف), الصادرة عام 1916 تصف بحاراً يموت على ظهر السفينة.
وفي كافة أعماله, فإن القدر هو إحدى هذه القوى ففي مسرحية (أنا كرستي) الصادرة عام 1920 وفي مسرحيات أخرى يرمز إلى القدر, وفي الحقيقة كان أونيل في أغلب الأوقات يستخدم علم النفس الحديث وفرويد من أجل تعميق مسرحياته, وكان من أول الكتاب المسرحيين الذين اتجهوا نحو دراسة الصراع داخل عقل الشخصية بين البواعث الشعورية والحاجات, وفي حين أن أغلب مسرحياته تبدو واقعية من حيث الشكل فإنه قام باختيار (تجريب تقنيات اللاواقعية) وهو أحياناً يعمد إلى «تشويه» الواقع من أجل أن يعبر عن المعنى.
وتعتبر مسرحيتا (الإمبراطور جونز) الصادرة عام 1930 والقرد الأشقر الغزير الشعر الصادرة عام 1923 مثالين هامين لهذه التعبيرية, ومن أجل إظهار البحارة في «القرد الأشقر» كحيوانات الحاسبة, عام 1923 مسرحية تعبيرية محضة تظهر البطل على أنه ضحية عصر الآلة «أماد منظر في شارع » فإنها مسرحية واقعية تظهر فشل المثالية الاجتماعية. في مسرحياته حيث النقاد كانوا يعكسون اهتمامات اليسار الأمريكي خلال الثلاثينيات ودعيت مسرحيته التفاؤلية بعنوان (استيقظ وغن) مسرحية عن عصر الكساد, وعلى الرغم من ذلك فإن أعماله اليوم تصور على أنها أعمال فكرية رفيعة المستوى لأنها كانت تعبر عن وجهات النظر السياسية التي كانت شائعة خلال الثلاثينيات رغم أن هذه المواقف كانت محاربة من السلطة في ذلك الوقت.
وفي هذه الثلاثية المسرحية التي نقدمها اليوم تحليل عصري للقصة الإغريقية القديمة " إليكترا " فالقصة هي هي حيث تقتل الزوجة زوجها وتنتقم الإبنة من الأم بمساعدة الأخ إلا أن الجديد هو التحليل النفسي العميق وتمتاز الشخصيات بالحيوية الدافقة حيث نرى فيهم الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهم يحبون ويكرهون و يظلمون ويقسون ويمرحون ويحزنون . وتتفق الثلاثية فيما ذهبت إليه مع أوديب وهملت وماكبث .. أي أنها تصور الجنس البشري ككائنات خطيرة في تحريك الحوادث . وكمخلوقات طاغية مروعة حين تنطلق منها الغرائز . كما تصور أن للنفس البشرية أن تطمئن إلى أن قضايا الحياة الدنيا تحمل في طياتها سلامة الحكم وعدالة الجزاء .
وتعد المسرحية أقوى مأساة لأعظم من كتب المآسي في المسرح العالمي الحديث .
ملحوظة مهمة / نظرا لفقد الصفحة الأخيرة من الكتاب قمت بترجمتها عن النص الأصلي وأتمنى أن أكون وفقت في ترجمتها .
أتمنى لكم قراءة ممتعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق